أهلا بكم في الموقع الرسمي لسفارة الجمهورية العربية السورية في ماليزيا
استخدمت روسيا حق النقض “فيتو” في مجلس الأمن اليوم ضد
مشروع قرار أميركي لتمديد ولاية الآلية المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية
والأمم المتحدة في سورية.
وانضمت بوليفيا إلى روسيا في رفض تمديد ولاية الآلية
المشتركة لمدة عام بينما امتنعت الصين عن التصويت.
وقبل التصويت على مشروع القرار اقترح مندوب روسيا الدائم
لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا تأجيل التصويت إلى السابع من الشهر القادم ريثما
يصدر تقرير الآلية المشتركة في السادس والعشرين من الشهر الجاري ومن ثم يتم بعدها
مناقشة التمديد بشكل مدروس من دون أي ضغوط لكن الاقتراح الروسي قوبل بالرفض من قبل
ثمانية أعضاء.
وتساءل نيبنزيا عن السبب وراء تقديم مشروع القرار قبل
يومين من نشر تقرير آلية التحقيق المشتركة وقال “يبدو أن النية سيئة ومن الواضح أن
الغرض من مشروع القرار شيطنة الاتحاد الروسي”.
وجدد نيبنزيا رفض بلاده للاتهامات التي أطلقتها الولايات
المتحدة للحكومة السورية باستخدام المواد الكيميائية فى خان شيخون من دون إجراء أي
تحقيق وقيام واشنطن بمهاجمة مطار الشعيرات دون انتظار أي استنتاجات من آلية
التحقيق المشتركة.
وبين نيبنزيا أنه لم يصدر أي تقرير مقنع عن الآلية خلال
العام الماضي حيث أن بعثة تقصي الحقائق أثبتت عجزها ولم تقم بزيارة موقع حادثة
استخدام السلاح الكيميائي المزعوم وقال إن “روسيا لن توافق على مشروع القرار وندعو
إلى تجنب انقسام المجلس”.
وأكد المندوب الروسي أن أمريكا تسعى من خلال اقتراح مشروع
القرار إلى حفظ ماء وجهها لأنها ربما اطلعت مسبقا على مضمون التقرير وتعرف تماما
أنه لا يتفق مع ما تريده ومن شأن ذلك أن يهدد عمل الآلية.
وقال نيبنزيا “لو أن التقرير قدم البراهين عن المسؤولية
باستخدام السلاح الكيميائي سنوافق على تجديد الولاية ولكن نشكك في ذلك ولدينا
أسبابنا فمنهج عمل الآلية مثير للقلق وغير مسموح لها بإجراء تحقيق موضوعي ومستقل
وحيادي” مضيفا “لكن لا نود استباق الأمور ونريد انتظار حتى صدور التقرير كي نحكم
على مهنية وحياد وموضوعية الآلية”.
واستنكر المندوب الروسي تصريحات السفيرة الأمريكية لدى
الأمم المتحدة نيكي هايلي بادعائها أن هناك مواجهة مفتوحة بين الاتحاد الروسي
والولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن.
وكانت الخارجية الروسية أكدت أمس أن موقفها من مسألة
تمديد ولاية الآلية المشتركة سيعتمد على نوعية التحقيق فيما جرى في خان شيخون في
الرابع من نيسان الماضي.
من جهته أكد مندوب بوليفيا ساشا سيرجو أن خطوات بوليفيا
التي رفضت مشروع القرار تستند إلى مبادئ وميثاق الأمم المتحدة ومقاصدها وأن
الاعتراض البوليفي ليس على آلية التحقيق المشتركة بل على استغلال هذه الآلية.
وأعرب سيرجو عن أسفه لتقديم مشروع القرار عمدا رغم
الاقتراح الروسي بإرجاء النظر في موضوع تمديد ولاية الآلية لحين التوصل إلى توافق
في الرأي وتوحيد صف المجلس بشأن هذه المسألة.
وقال ممثل بوليفيا “يتعين على الآلية المشتركة أن تنجز
عملها بأفضل منهجية وأساليب فنية ممكنة ولابد أن نتلافى تسييسها بحيث ندرس توسيع
ولايتها بعد أن نحصل على تقريرها وننظر فيه وندرسه” متسائلا عن المآرب السياسية
وراء تقديم مشروع القرار.
وشدد سيرجو على أن الخطوات العسكرية الأحادية التي تنتهك
القانون الدولي من جانب الولايات المتحدة أضعفت من ولاية الآلية المشتركة.
من جانبه رأى المندوب الصيني ليو جي يي أن مجلس الأمن
تعجل في التصويت على مشروع القرار في ظل غياب توافق الآراء وكان بإمكانه أن يؤجل
التصويت حتى يتوصل إلى مشروع قرار يتمتع بدعم أعضاء المجلس كاملين.
وجدد المندوب الصيني التأكيد على أن الحل السياسي هو
الوسيلة الوحيدة لإنهاء الأزمة في سورية منوها بالتقدم الإيجابي الذي أحرز حتى
الآن في محادثات جنيف وأستانا.
وفي ختام جلسة مجلس الأمن قال المندوب الروسي “لاحظت أن
هناك وفودا قرأت بيانات محضرة سابقا تندد باستخدام الفيتو فهل كانت تعرف مسبقا
أننا سنستخدم حق الفيتو.. نرى هنا مسرحية تدرب عليها الجميع من قبل تهدف لإشعارنا
بالحرج.. وأنصحهم بألا يشوهوا الموقف الروسي”.
وأضاف نيبنزيا “نأسف لانعقاد جلسة اليوم من الأساس وسنعود
لمسألة تجديد ولاية الآلية بعد إجراء نقاش هادئ لهذه المسألة في مجلس الأمن وسننظر
في الصورة التي يجب أن تكون عليها الولاية حتى نقوم بدراسة محايدة ولا تعقد
اجتماعات كاجتماع اليوم”.